nOuRa [ -• نائب المدير •- ]
عدد الرسائل : 687 العمر : 31 مهنتي : طااالبة بس للدراسة يعني بدرس وبدرس باكل الكتب بلا ملح هههههههههههههههههه مزاجي : هوايتي : مهنتي : الأوسمه : تاريخ التسجيل : 17/02/2009
| موضوع: في لحظة صفو الأحد فبراير 22, 2009 7:11 pm | |
| [font=Times New Roman]في لحظة صفو
تفقد الدفاعات مناعتها. تتلالشى الترتيبات الخادعة التي انفقت السنين في تشييدها. تنهار التحصينات المنيعة لتنتج أقنعة وتطلعات كاذبة. ترتج الخلايا السابحة في رحاب الخنوع، ويتساقط الغبار الجاثم على العدسة التي استبدلت بأخرى مصابة بعمى الالوان. يجتاحك الذهول فلا تملك الا القدرة على الانبهار و الاندهاش. كيف حدث هذا ..؟ وكم سنة امتصت من عمرك و أنت قابع في أنفاق هذا السراب ؟ تتحرك خطوة. يلوح لك شئ ما. تمد يدا. تتحسس ذلك الشئ. حركة يدك تفصح عن شكل جدار. جدار كهف و لا شك. هو سميك، لكنه عجيب و ساحر. تستطيع أن تنام فيه حيث يمكنك الجزم بأنك متيقظ. وتقف فيه خارج حدود الزمن حيث تعتقد أنك في صلبه. و تعيش فيه خارج حركية الحياة حيث تحسب أنك المفاعل الذي يمدها بالحرارة. تنظر حواليك. يعبرك السؤال: ماذا يميز هذا الكهف عن الموت ..؟ انه هذا الاعصار القادم من المسالك الباطنية و الحقائق الممقوتة. تخطو من جديد مبتعدا عن البوابة نافضا فضلات السنين، و غبار القوافل التي مضت قدما الى الأمام. ينتابك ما يشبه زلزالا فتتطاير أوراق من رفوف ذاكرتك. تلتقط ورقة. تتأملها. تقراها. ترتسم على شفتيك ابتسامة تنزاح بسرعة لتنطق تعابير وجهك بالحزن. تلوح صورة طفل بانخداع الطفولة قام يعدو هاربا من الصبا كعصفور في غفلة من أمه غادر وكره. وعند أبعد نقطة من مساره ينبعث اغراء وجاذبية و يرتفع دعاء. يركض الطفل و يركض. تخور قواه فيخيب أمله. تلتقطه أمه. يتجدد اصراره ثم ينطلق من جديد . هل انخدعت حين ركضت بإصرار هاربا من الصبا ..؟ تتخلص من الورقة. تلتقط أخرى جديدة. تقفز لذاكرتك وجوه و أسماء. حكايات و أحلام. صراعات و أحلاف. تتأمل الصورة. تنظر الى الأفواه الصارخة و السواعد المفتولة. قسمات الوجوه و شارات التحدي. كيف اختفت ملامح الصورة القديمة ؟ ومن أي وقعة التقطت الصورة ؟ تمضي بك الخيوط الى محطات و مرافئ شتى. تستعيد خرائط الزمن الذي ولى و الرهانات التي توارت، و القضبان التي أتخمتها السنوات المصادرة حين قويضت بومضة نور. لكن كيف أفرغت الشحنة من دمائك ؟ في أي مفترق أضعتها ؟ هل سلبت منك أم تخليت عنها بعدما بدا لك أن حملها يعكر عليك صفو السكون الذي طاب لك ؟ تلتقط صورة جديدة. جسمك فيها صار أكثر اكتنازا. و وجهك...آه وجهك...ا بدا نصفه غير معروف أما أنفك فقد صار أفطس كأنف بهلوان. يداك قصيرتان جدا. ولسانك طويل، وفمك بدا محيرا. فهو ضيق، لكنه يستطيع أن يسع خبزة كاملة دفعة واحدة. أما بطنك فقد ازداد اتساعا و كأنه استعار المساحة التي تقلصت من الرأس الذي صار في حجم بيضة. من الأبله الذي رسمك بهذا الشكل ؟ تلقي بالاوراق. تتجه صوب المرآة. يعاودك الاطمئنان و أنت تتأمل وسامتك. تعدل من شكل رباط عنقك ثم تتجه الى الأوراق. تبدا في رفسها ودعكها و أنت تصرخ بأعلى صوتك: لا هذه الأوراق أوراقي. و لا هذه الصور صوري. و لا هذه الذاكرة ذاكرتي. ثم تعدو بكل قواك ليسمع فقط صوت بوابة الكهف الذي بدا أن جسما ما قد اخترقها . | |
|